مكتبة مصر العامة بالزاوية الحمراء.. صيف 2025 بين الإبداع الفني والتوعية البيئية 🌟
في صيف عام 2025، تواصل مكتبة مصر العامة بالزاوية الحمراء ترسيخ دورها كمركز ثقافي متكامل يجمع بين الفنون والمعرفة والتوعية المجتمعية. فالمكتبة لم تعد مجرد مكان لاستعارة الكتب أو حضور المحاضرات، بل أصبحت بيتًا ثانيًا للمجتمع المحلي، يحتضن فعاليات متنوعة تلامس العقول والقلوب، وتلبي اهتمامات جميع الأعمار.
ومن بين الأنشطة اللافتة هذا الموسم، يبرز حدث يجسد فلسفة المكتبة في تقديم فن راقٍ برسالة هادفة، وتوعية بيئية ممتعة للأجيال الجديدة: عرض مسرحي اجتماعي كوميدي بعنوان “حارة الخازندار”
حارة الخازندار”.. عرض مسرحي يجمع الضحك والرسالة في مكتبة مصر العامة بالزاوية الحمراء
في ليلة فنية دافئة حملت عبق المسرح المصري الأصيل، احتضن المسرح الروماني بمكتبة مصر العامة بالزاوية الحمراء مساء الجمعة 8 أغسطس عرضًا مسرحيًا جماهيريًا بعنوان “حارة الخازندار”، في تعاون مثمر بين المكتبة وفريق صوت الجنوب، بقيادة المؤلف والمخرج محمد المساعيدي، رئيس الفريق.
منذ اللحظات الأولى لوصول الجمهور، كان واضحًا أن هذا العرض ليس مجرد حدث فني عابر، بل مناسبة اجتماعية ثقافية تعكس الدور الحيوي للمكتبة كمركز إشعاع ثقافي وفني يخدم المجتمع المحلي. أجواء المسرح قبل بدء العرض كانت نابضة بالحياة؛ أسر وعائلات، شباب وشابات، أطفال وكبار، جميعهم جاءوا بشغف لرؤية عمل يجمع بين المتعة الفكرية والابتسامة الصادقة.
تدور أحداث المسرحية في “حارة الخازندار”، وهي نموذج مصغر للمجتمع المصري، حيث نرى مزيجًا من الشخصيات التي تمثل أطيافًا مختلفة من الناس، وتواجه تحديات تحاول النيل من وحدتها وتماسكها. بأسلوب يجمع بين الكوميديا الخفيفة والمشاهد الإنسانية المؤثرة، تمكّن العمل من أن يسلط الضوء على قضايا مثل الانتماء، التضامن المجتمعي، وأهمية الوعي لمواجهة الفتن ومحاولات التفريق بين الناس.
الأداء التمثيلي كان لافتًا، حيث أجاد الممثلون توظيف تعبيراتهم الجسدية والصوتية في إيصال المشاعر للجمهور، بينما ساهمت الإضاءة والديكور في خلق أجواء نابضة بالحياة، نقلت المشاهدين إلى قلب الحارة المصرية بكل تفاصيلها وألوانها.
التفاعل الجماهيري كان من أبرز ملامح الأمسية، فقد امتلأ المسرح بموجات من الضحك في المشاهد الكوميدية، تلتها لحظات صمت مؤثرة حينما لامست القصة أوتار المشاعر الإنسانية العميقة. ومع إسدال الستار، دوّى التصفيق الحار في أرجاء المسرح، كتحية للفنانين وصناع العمل على رسالتهم النبيلة التي تؤكد أن التكاتف والوعي هما الحصن المنيع للمجتمع.
بهذا العرض، أكدت مكتبة مصر العامة بالزاوية الحمراء مجددًا أنها ليست فقط منارة للمعرفة والكتب، بل أيضًا حاضنة للفنون التي تعكس نبض الشارع المصري وتدعو لترسيخ القيم الوطنية والاجتماعية.